16 فيديو مفبركاً حول هجوم نيوزلندا الإرهابي

16 فيديو مفبركاً حول هجوم نيوزلندا الإرهابي

  • 2019-03-26
  • 12

أكيد – رشا سلامة

  رَصَدَ "أكيد" أكثر من 16 صورة وفيديو مفبركاً بثَّت على شبكات التواصل الاجتماعي وتطبيق "واتساب" عقب حادثة نيوزيلندا الإرهابية.

وامتدّ رصد "أكيد" لهذه المواد المفبركة منذ وقوع الحادثة حتى اليوم، وكانت العيّنة المختارة هي موقع "فيسبوك" وتطبيق "واتساب" على وجه التحديد، وكانت النتيجة ما يزيد على 16 فيديو  وصورة مفبركة، والتي جرى تحريف محتواها وليّ عنقها المكاني والزماني لصالح وجهة نظر الناشر (والتي كانت تصبّ في الغالب في خانة التحشيد ضد الآخر، وفي خانة إثبات التفوّق الديني عليه)، فيما كان من الصعب حصر عدد التعليقات التي تلقّتها هذه المنشورات (والتي عزّزت، في أغلبها، من الرسالة المغلوطة)؛ نظراً لضخامة عددها.

أحد هذه الفيديوهات المغلوطة كان الخاص برئيس جامعة أميركية يحثّ طلاّبه على قتل المسلمين  ويعرض عليهم تلقّي تدريب مجّاني على استخدام السلاح لهذا الغرض، وقد تم عرضه في سياق أنه أتى بعد الاعتداء في نيوزلندا، بعدَ التَحقق وجدَ "أكيد" أن الفيديو يعود للعام 2015.

الفيديو الآخر الذي انطوى على مغالطة، كان معاملة المساجين النيوزلنديين للإرهابي الذي نفّذ الاعتداء، تحت عنوان "استقبال المساجين للمجرم النيوزلندي"، وبعدَ التحقّق وجدَ "أكيد" أنّ الفيديو مفبرك رُغم ترويجه وتداوله على نطاق واسع، وهو يعود للعام 2015 في كندا.

ثمّة فيديو آخر جاء تحت عنوان "إسلام 350 شخصاً بعد هجوم نيوزلندا الإرهابي"، ليتبيّن لـ "أكيد" أنه فيديو قديم منذ بضعة أعوام خلت، وأنه يعود لداعية ألماني.

أحد الفيديوهات التي حظيَت بدرجة تداول عالية، ذاك الذي يعرض مديرة شرطة نيوزلندا نائلة حسن، وهي تُحيّي الجالية الإسلامية بتحيّة الإسلام وتقول إنها مسلمة فخورة، فجرى تداوله تحت عنوان "عاجل رئيسة شرطة نيوزلندا تعلن إسلامها"، مع رسالة مرفقة تقول "أرادوا إرهاب المسلمين فدخل مسؤوليهم الإسلام أفواجا .الإسلام إذا حاربوه اشتدّ وإذا تركوه امتدّ. انشر". المغالطة هنا تكمن في كون نائلة حسن في الأصل مسلمة ولم تشهر إسلامها في أعقاب الحادثة.

 وكانت هناك فيديوهات أخرى، من قبيل "‏تضامناً مع سفاح نيوزلندا، جماهير فريق تشيلسي الإنجليزي يحطمون محل يملكه عربي مسلم، ثم يقومون بضربه وإذلاله"، وهو ما ثبت زيفه، وكان مُرفقاً بتعليق من الناشر ينطوي على خطاب كراهية "البعض الآخر يطالب بحوار أديان، أي حوار ينفع مع إرهاب دولي تقوم به الدول الغربية بشكل كامل لا بشكل أفراد"، وحين تحقّق "أكيد" بشأن الفيديو، تبيّن قِدمه وأنه يعود لما يزيد على عام.

فيديو آخر جاء تحت عنوان "هدم وحرق الكنائس بسبب قتل المصلين في نيوزلندا"، كان مغلوطاً أيضاً، رغم تداوله على نطاق واسع، ورغم كون الناشر الأصلي له كان قد أرفقه بتعليق يُدين هذه الفعلة ولا يُشجّع عليها. ويعود الفيديو لأحداث سابقة في مصر وليس نيوزلندا.

ومن بين الفيديوهات التي لاقت رواجاً رغم كونها مغلوطة، ذاك الذي يتحدّث عن كون الأطفال النيوزلنديين يتعلّمون الصلاة عقب الحادث الإرهابي في نيوزلندا، ليتضّح أن الفيديو يعود لوقت سابق في هولندا، وفي ظروف مختلفة تماماً.

وكان من بين الفيديوهات أيضاً ما يعرض رفع طالب عربي للأذان في المسجد، عقب الحادثة الإرهابية، ليتبيّن من خلال الرصد أن هذا غير صحيح، وأنه يعود لما قبل الحادثة بيومين على الأقل.

وكان من بين الصور التي راجت عبر مواقع التواصل الاجتماعي واحدة لمصحف مدمى، ليتبيّن أنها لا تمت بصلة لحادثة الهجوم الإرهابي على نيوزلندا، بل تعود للصومال في أثناء الاعتداء على مدرسة للقرآن الكريم هناك.

وقد نُشِرت صورة عبر صفحات دينية لمصلّين ينتحبون على جثث داخل المسجد مغطّاة بأكياس بيضاء، ليتبيّن أن الصورة إبّان أحداث رابعة والنهضة في مصر، وأن لا علاقة لها بأحداث نيوزلندا.

ثمّة صورة حقيقية في أعقاب الهجوم، لكن جرت المغالطة في شرحها حين قيل إنها تعود لرجل عصابات يحتضن أحد المسلمين، وأن عصابات نيوزلندا تحمي السكّان، فيما المعلومة الحقيقية هي أن هذا الرجل من قبائل الماوري، التي هي القبائل الأصليّة في نيوزلندا، ولا علاقة له بالعصابات.

وقد عرضت صورة مفبركة أخرى مسجداً تغرق أرضيّته بالدماء، ليتبيّن أن الصورة تعود لأحداث مسجد الروضة في سيناء، وليست لهجوم نيوزلندا كما تم تداوله.

وكان أن نُشِرت صورة تعود لمسجد أسترالي أمّه المسلمون في أعقاب الحادثة الإرهابية، على أنها في مسجد النور في نيوزلندا، مرفقة بتعليق يقول إن المسلمين قد توافدوا عليه أكثر من السابق، وهو ما ينطوي على فبركة أيضاً.

الرسائل الموجّهة كانت حاضرة بقوّة، سواء كانت مرفقة بفيديوهات حقيقية أم مفبركة، منها "بالغرب ممنوع الأذان لخارج المسجد واليوم بعد حادثة إرهابي نيوزلندا الأذان يدوي خارج المسجد والناس المتعاطفين مع الحادثة كأن على رؤوسهم الطير، لم لا والأذان له وقع خاص على القلوب والعقول"، و"ترى ماذا فعل بهم الأذان؟ رُفِعَ الأذان في نيوزيلندا فحدث ما لم نتوقعه".

في ما يتعلق بخطاب الكراهية، فإن مضامينه قد تحقّقت عبر التعليقات التي أرفقها الناشرون بموادّهم، وكذلك عبر التعليقات المُدرَجة من قِبل المتابِعين أسفل الصور والفيديوهات، وقد انطوَت هذه التعليقات على شتائم وتحريض ووصم، ومعظمها ركّز على فكرة التفوّق الديني على الآخر، حتى حين يُظهِر التسامح.

ويُذكّر "أكيد" في هذا السياق بأن الأزمات والكوارث هي مواسم خصبة للشائعات والمواد الإعلامية المفبركة، ما يجعل من الضروري التحرّي بشأنها والتحقّق قبل نشرها وترويجها، كما يُذكّر "أكيد" بضرورة الابتعاد عن خطاب الكراهية الذي كان المرصد قد ناقشه عبر مواد عدّة تصفه وتحدّد بعض معاييره وتقدّم أمثلة عنه؛ بغرض التوعية.