حقيقة تجَسّس المِقلاة الهوائية... دراسة "ويتش" البريطانية تتعلق نتائجها بتلاثة أنواع محدّدة من الأجهزة الذكية فقط، ولا تشملها كلها (تحقق)

حقيقة تجَسّس المِقلاة الهوائية... دراسة "ويتش" البريطانية تتعلق نتائجها بتلاثة أنواع محدّدة من الأجهزة الذكية فقط، ولا تشملها كلها (تحقق)

  • 2024-11-18
  • 12

محتوى: غير دقيق

عمّان  18 تشرين الثاني (أكيد)- سوسن أبو السُّندس

القصّة:

جهاز منزلي بسيط كالمِقلاة الهوائية، هل يمكن أن يتجاوز وظيفته التقليدية في إعداد الطعام ليصبح أداة ترصد حياة مستخدميه اليومية؟ هذا هو جوهر الادّعاء الذي انتشر عبر منصات إعلامية ومنصات التواصل الاجتماعي، ويشير إلى أن الأجهزة المنزلية الذكية تجمع بيانات شخصية، وتستمع لمحادثات المستخدمين، ثم ترسلها إلى الشركات المصنّعة، ما يشير إلى خطر محتمل يتمثّل في التجسّس على خصوصية الأفراد بشكل خفي.    

التّحقّق:

عمل مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) على التحقّق من هذا الخبر المثير عبر العودة إلى الدراسة التي أجرتها مؤسسة ويتش البريطانية، ونُشرت تفاصيلها في صحيفة ديلي ميل البريطانية، فتبيّن أننا أمام ادّعاء يفتقر إلى الدقة، حيث ركزت الدراسة على ثلاثة أنواع فقط من المَقالي الهوائية الذكية، هي: Xiaomi Mi Smart  Aigostar, Cosori CAF-LI401S, دون أن تشمل جميع الأجهزة الذكية من هذا النوع.

أوضحت الدراسة أن التطبيقات المرتبطة بهذه النماذج تطلب أذونات معيّنة مثل تسجيل الصوت أو الوصول إلى الموقع الجغرافي، إلا أن هذه العملية تعتمد بالكامل على موافقة المستخدم، وتُعدّ جزءًا من وظائف الجهاز الذكية، ما يعني أنها لا تندرج تحت مفهوم "التجسس" الذي يتطلب جمع البيانات بطرق خفية أو غير مشروعة.[1]

وفقًا للتعريف القانوني، يُعد التجسس عملية جمع بيانات شخصية دون علم أو موافقة الشخص المستهدف، باستخدام برامج خفية وغير مشروعة، وفي حالة الأجهزة الذكية، فإن طلب الأذونات يجعل العملية قانونية ولا يسمى تجسسًا، إلا أن الموافقة المسبقة قد تكون غير مدروسة إذا لم يطّلع المستخدم على التفاصيل أو لم يُدرك تداعياتها.[2]

تُلزم اللائحة العامة لحماية البيانات في الاتحاد الأوروبي الشركات المصنّعة بالامتثال الصارم لمتطلبات الشفافية، بما في ذلك إبلاغ المستخدمين بشكل واضح بطبيعة البيانات التي يتم جمعها وأغراض استخدامها، وضمان عدم استغلالها لأغراض غير مصرح بها، وأي انتهاك لهذه الالتزامات كاستخدام البيانات بطرق غير قانونية مثل استهداف المستخدمين بالإعلانات الموجهة، أو بيعها لأطراف ثالثة، أو نقلها إلى خوادم خارجية تفتقر إلى معايير الأمان، يُعد خرقًا لأحكام اللائحة، ويترتب على ذلك تعرض الشركات المخالفة للمساءلة القانونية وفرض غرامات مشدّدة.[3]

إن توصيل الأجهزة المنزلية بالإنترنت، كما هو الحال مع المَقالي الهوائية الذكية، يندرج ضمن مفهوم "إنترنت الأشياء"، وهو نظام تقني يعتمد على ربط الأجهزة بشبكة الإنترنت لجمع البيانات وتحليلها بهدف تحسين الخدمات المقدمة للمستخدم، وبالرغم من فوائدها إلا أنها  تأتي مع تحديات تتعلق بالخصوصية وأمن البيانات الأمر الذي يعرّض المستخدم لخطر الاختراق أو الاستغلال إذا لم تُتخذ التدابير الأمنية الرقمية المناسبة.[4]

رغم أن الادعاء حول "تجسس" المقالي الهوائية بشكل عام  لا يمكن وصفه بالدقيق، إلا أن المخاوف المتعلقة بجمع البيانات واستخدامها مشروعة، وعلى المستخدمين أن يكونوا أكثر وعيًا بالمخاطر المرتبطة باستخدام الأجهزة الذكية، خاصة أن بعض التطبيقات قد تطلب أذونات إضافية لا ترتبط مباشرة بوظيفة الجهاز، ومن المهم قراءة الأذونات بعناية، وفهم طبيعة استخدامها، لتجنب الوقوع في ممارسات قد تنطوي على تضليل أو إساءة استخدام البيانات.