أكيد – رشا سلامة
زخر العام 2018 بكثير من المخالفات الأخلاقية إعلامياً، لتحظى تلك الموجّهة حيال الأطفال والنساء بالنصيب الأكبر، من خلال الرصد الذي أجراه مرصد مصداقية الإعلام الأردني "أكيد"، الذي أفرد تقريراً خاصاً تناوَلَ كل حالة آنذاك على حدة.
المحاور الرئيسة في المخالفات الأخلاقية التي ارتكبتها وسائل إعلام في 2018 تكاد تنحصر في خمسة: المخالفات المتعلقة بالأطفال، المخالفات المتعلقة بسيول البحر الميت، المخالفات المتعلقة بالمرأة، المخالفات المتعلقة بخرق حياة المسؤولين الخاصة، والمخالفات التي تنطوي على نبرة عنصرية وتمييز.
في ما يلي تفضيل المخالفات الواردة في هذه المحاور الخمسة:
- المحور الأول: المخالفات المتعلقة بالأطفال:
- خلال هذا العام، نَقَلَ الإعلام مشهد تقديم المذيع مظروفاً يحتوي على نقود لابن الشهيد معاذ الحويطات، وهو ما يُعدّ إخلالاً بمعايير المهنية عند تقديم مساعدات لأي طرف كان، كما أن هذه المخالفة الأخلاقية قد تفضي لحرج الطفل أمام أترابه وقد يترتّب عليها ضرر اجتماعي لاحقاً. وَرَدَت هذه المخالفة عبر وسائل إعلام وتناقلتها المواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي.
- خبّأت طالبة وجهها بالحقيبة المدرسية المُتبرَّع بها لها ولزملائها، حين باشرت الكاميرات بالتقاط الصور التذكارية مع ممثّل الجهة التي قدّمت التبرّعات. وَرَدَت هذه المخالفة عبر المواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي.
- نَقَلَت المواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي مشهد الطفلة التي سقطت في حفرة امتصاصية في منطقة خريبة السوق، فيما امتنعت وسائل الإعلام عن ذلك.
- تداولَت مواقع إلكترونية ووسائل إعلام فيديو مشاجرة بين طفلين في مدرسة، ظهَرت فيه هويّتهما، ما يعدّ مخالفة أخلاقية، كما أنه يناقض مبدأ "الحق في النسيان"، الذي لا بد أن يحظى به من ينخرطون في قضية ما في عُمر مبكّر.
- حوادث انتحار الأطفال في العام 2018 شهِدت مخالفات أخلاقية عدة، كان مرصد "أكيد" قد تحدّث عنها بشكل مفصّل في تقرير يتناول المخالفات في تغطية حوادث من هذا القبيل.
- المحور الثاني: المخالفات المتعلقة بسيول البحر الميت:
- نَشَرَت مواقع إلكترونية ووسائل تواصل اجتماعي صور الأطفال الناجين من سيول البحر الميت، وهم في حالة ذهول بعد نجاح محاولات إنقاذهم، كما أُرفِقَت تقارير طبية، في بعض هذه المواد، تفصّل أسباب وفاة أترابهم الذين قضوا في السيول، ما يُعدّ مخالفة أخلاقية.
- نَشَرَت مواقع إلكترونية ومحطة تلفزة صور ضحايا وذوي ضحايا البحر الميت أثناء تواجدهم في المستشفى وفي مقرّ المدرسة، عشيّة الحادثة، كما أجرَت بعض هذه الجهات مقابلات مع ذويهم، وهو ما نبّه إليه "أكيد" مراراً؛ لما قد يترتّب عليه من أخذ تصريحات غير مسؤولة ممن ما زالوا يعانون من حالة ذهول جرّاء الحادثة، كما جرى تداوُل صور لا تعود للضحايا.
- احتوَت المواد الصحافية التي تناولت تكريم الغطّاس زاهر العجالين، الذي أنقذَ عدداً من الأطفال في سيول البحر الميت، على مخالفة أخلاقية حين صير للتطرّق لشؤون شخصية تتعلّق بصعوبات الإنجاب لديه وتبرّع جهات معينة له بتكاليف العلاج. حدَثت هذه المخالفة في وسائل إعلامية ومواقع إلكترونية ووسائل تواصل اجتماعي كذلك الأمر.
- المحور الثالث: المخالفات المتعلقة بالمرأة:
- تناقلَت حوالي 91 % من المواد الصحافية صورة الفتاة المفقودة في منطقة حيّ نزال واسمها أيضاً، ما يعدّ مخالفة أخلاقية وقانونية ومنافية لمبدأ "الحق في النسيان" الذي من المفترض أن يحظى به الضحايا والضالعون في مشاكل معينة في أعمار مبكّرة. وَرَدَت هذه المخالفة عبر المواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي.
- نَشَرَت مواقع إلكترونية ووسائل تواصل اجتماعي صورة فتاة تلقّت ضربة في وجهها، باستخدام آلة حادة، في إربد، ما يعدّ مخالفة أخلاقية رافقتها مخالفة مهنية أيضاً حين نشِرَت صورة المشتبه به على الرغم من الخطأ الذي ينطوي عليه ذلك؛ إذ لم يبتّ القضاء في الأمر بعد.
- تداولت مواقع إلكترونية ووسائل تواصل اجتماعي مادة خبرية مرفقة بفيديو لسيدة عارية كانت تمضي مخمورة في شارع الجامعة، ما يُعدّ مخالفة أخلاقية في نقل أخبار من هذا القبيل.
- التغطيات الصحافية التي تناولت دوري كرة القدم النسوي وكأس آسيا للسيدات، احتوَت على كثير من العبارات التي تحطّ من قدر المرأة وتكرّس الصور النمطية عنها، سواءً كان هذا من خلال المتن والعناوين أو من خلال التعليقات المندرجة أسفل المواد. وَرَدَت هذه المخالفات عبر المواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي.
- تعرّضت متّصلة (هتوف( للسخرية من اسمها من قِبل مذيعتين، عبر وسيلة إعلامية، ما أحدَث حالة من السخط وردود الأفعال المتتالية عبر وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام على السواء.
- المحور الرابع: المخالفات المتعلقة بخرق حياة المسؤولين الخاصة:
- تداوَلت مواقع إلكترونية ووسائل تواصل اجتماعي فيديو مفبرك منسوب لوزيرة الثقافة السابقة بسمة النسور، مع التطرّق لجزئيات تتعلّق بحياتها الخاصة من قبيل تربيتها الحيوانات الأليفة.
- تطرّقت وسائل إعلام ومواقع إلكترونية ووسائل تواصل اجتماعي لتفاصيل شخصية تتعلّق بوزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات مثنى غرايبة وزوجته الممثلة أناهيد فياض، ما يعدّ مخالفة أخلاقية.
- تطرّقت مواقع إلكترونية ووسائل تواصل اجتماعي لصحة رئيس الوزراء السابق هاني الملقي وتفاصيل مرضه، مع الإشارة لصورته التي تظهر فيها علامات المرض عليه.
- المحور الخامس: المخالفات التي تنطوي على نبرة عنصرية وتمييز:
- وقعت مواد صحافية في خطأ ينطوي على عنصرية، قد تؤخذ على محمل التمييز العرقي، حين صير للحديث عن عِرق خادمة الكاتبة أمل منصور التي أقدمت على طعنها.