مواقع إلكترونيّة تتناقل خبر فعاليّة "المكتئبين" من دون تحقّق

مواقع إلكترونيّة تتناقل خبر فعاليّة "المكتئبين" من دون تحقّق

  • 2019-08-20
  • 12

أكيد – رشا سلامة -

    تناقلت مواقع إلكترونيّة محليّة خبراً عن فعالية مزمعة لمن اصطلحت عليهم "المكتئبين في الأردن"، استناداً لصفحة على موقع "فيسبوك"، جرى حذفها وإعادة إنشائها أكثر من مرة في غضون ساعات، بحسب ما رَصَدَ "أكيد"، من دون التفات هذه المواقع للقيمة الإخباريّة المنعدمة في المادة الصحافيّة، ومن دون انتباههم لوجود مشاركات على الصفحة تنطوي على تحريض على الانتحار (وإن سيقت على محمل الدعابة)، بالإضافة لعدم توخّيهم المحاذير الأخلاقيّة في تناوُل الاكتئاب الذي يُصنّف حالة مرضيّة تستدعي التدخّل العلاجي في مرّات وليس مدعاة للسخرية كالتي ظهرت في بعض العناوين والصور المرفقة بالأخبار، إلى جانب كون هذه المواقع لم تتحقّق من جديّة الفعالية المُعلَن عنها من الأساس.

مُنشئ الصفحة، طالب جامعي، لم يتسنّ التواصل معه؛ بسبب سياسات الخصوصيّة المفروضة في "فيسبوك"، عدا عن كونه قام بإنشاء الصفحة وحذفها أكثر من مرة، بحسب ما رَصَدَ "أكيد"، على الرغم من تذييل الخبر الموجود عبر أكثر من موقع إلكتروني بهذا الرابط: https://www.facebook.com/events/404174436716459/?active_tab=discussion

ويُحيل هذا التسرّع من قِبل المواقع الإلكترونية، وعدم التحقّق من مدى جديّة الفعاليّة المزمعة، لحادثة مشابهة وقعت قبل أشهر، عن فعاليّة تحت اسم "مهرجان الانبطاح على شواطئ العقبة"، والتي أثارت موجة من الاحتجاجات آنذاك دفعت بمحافظ مدينة العقبة وسلطة مدينة العقبة وما اصطّلِح عليه آنذاك "مصادر رفيعة في وزارة الداخليّة" للتصريح رسميّاً، ليتبيّن لاحقاً أنّ الصفحة ساخرة وأنّ الفعاليّة غير حقيقيّة.

ويُعيد السابق التذكير بأهميّة التحقّق من الأخبار قبل تداولها والتعليق عليها واستصدار تصريحات بشأنها (إذ على سبيل المثال قامت مواقع إلكترونيّة بالربط بين الفعالية المزمعة وبين ما ذهبت إليه من استنتاج عن ازدياد أعداد المكتئبين في الأردن بسبب الظروف الاقتصاديّة)؛ لئلا تصبح منبراً للشائعات والأخبار المُفبركة والمواد الصحافية التي لا تتوخّى الدقة ولا تراعي المحاذير الأخلاقيّة في التعاطي مع اعتلالات مرضيّة مثل الاكتئاب.

وكان "أكيد" قد نشرَ عدداً من المواد التي انطوَت على حوادث مماثلة عالميّاً (استقاء الأخبار من صفحات ساخرة وغير موثوقة)، كما نشر عدداً من الموادّ التي تعين على التحقّق من محتوى الأخبار التي تصل المتلقّي، قبل تداولها والتعليق عليها والتعامل معها على محمل الجديّة.